كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

خاتمة في ذكر أمور مبينةٍ وشارحةٍ لبعض ما سبق
أولها: قد مر أن العلماء احتجوا على جواز إصلاح ما وقع في الكعبة من ترميمٍ ونحوه مما يقتضي الإصلاح، بما وقع في الأعصار من فعله على ممر الأزمنة، مع مشاهدة العلماء وسائر المسلمين لذلك، ولم ينكره أحد منهم بلسانه ولا بقلبه [ولا بقلمه]، فدل ذلك على جواز نظير تلك الإصلاحات.
وقد ذكر الفاسي وغيره من ذلك أشياء كثيرةً جداً:
فمما ذكره قوله: ((ذكر شيء من حال الكعبة بعد بناء ابن الزبير والحجاج، وما وضع فيها من العمارة، وما عمل لها من الأساطين والميازيب والأبواب بعد ابن الزبير رضي الله عنهما والحجاج.
اعلم أنه لم يغير أحد من الخلفاء والملوك فيما مضى من الزمان وإلى الآن، ما بناه ابن الزبير رضي الله عنهما والحجاج فيما علمناه، ولو وقع ذلك لنقل؛ فإن ذلك مما لا يخفى؛ لعظم أمره.
والذي غير فيها بعدهما ميزابها غير مرة، وبابها غير مرة، كما سيأتي بيانه،

الصفحة 59