كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

فقاما يحفران عن القواعد ويقولان: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}. ويحمل له إسماعيل الحجارة على رقبته، ويبني إبراهيم، فلما ارتفع البناء، وشق على إبراهيم التناول، قرب له إسماعيل هذا الحجر، يعني المقام، فكان يقوم عليه ويبني، ويحوله في نواحي البيت، حتى انتهى إلى وجه البيت، فلذلك سمي مقام إبراهيم؛ لقيامه عليه.
وعن مجاهد: إن الدال لإبراهيم على موضع البيت: ملكٌ، وصرد -بضم ففتح- طائرٌ ضخم الرأس فوق العصفور، والسكينة، وكان لها رأس كرأس الهرة وجناحان.
وفي رواية: كأنها غمامة أو ضبابةٌ -أي سحابة- تغشى الأرض كالدخان، في وسطها كهيئة الرأس، تتكلم، وكانت بمقدار البيت، فوقفت في موضعه، ونادت: ابن يا إبراهيم على مقدار ظلي.

الصفحة 71