كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

إبراهيم صلى الله عليه وسلم ؛ لما بلغه ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى الوصف الذي وصفه صلى الله عليه وسلم لعائشة.
فأراد أن يبنيها بالورس، فقيل له: إنه يذهب، فابنها بالقصة، وإن قصة صنعاء أجودها، فأرسل بأربعمائة دينار لشرائها وكرائها، ثم سأل رجالاً من أهل العلم بمكة: من أين أخذت قريش حجارتها؟ فأخبروه بمقلعها، فنقل منها ما يحتاجه، وكان قد عزل من حجارة البيت ما يصلح أن يعاد فيه.
وعند إرادته هدمها، خرج أهل مكة إلى منى، وأقاموا بها ثلاثاً؛ خوفاً أن يصيبهم عذاب لهدمها.
فأمر ابن الزبير بهدمها، فلم يجترئ على ذلك أحد، فعلاها بنفسه وهدمها بمعول، ورمى حجارتها، فلما رأوا أنه لم يصبه شيء، صعدوا وهدموها.
وأرقى ابن الزبير عبيداً حبوشاً يهدمونها؛ رجاء أن يكون فيهم صفة الحبشي الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة)).
ولما هدموها وحضروا اتبعوا قواعد إبراهيم من نحو الحجر فلم يروها، فشق عليه، فأمعنوا حتى رأوها، فنزل، فكشفوا له عنها، فأرادوا تحريكها، فوجدوها مرتبطاً بعضها ببعض، فأحضر الأشراف حتى رأوها، فأشهدهم على ذلك.

الصفحة 83