كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

قال عطاء: وكان طولها ثمانية عشر ذراعاً، فزاد ابن الزبير في طولها عشرة أذرع. وقال غيره: طولها عشرون، والزيادة تسعة أذرع.
وأجيب باحتمال أن الراوي جبر الكسر.
ولما بناه جعل له بابين لاصقين بالأرض؛ ليدخل الناس من باب، ويخرجوا من آخر فلا يزدحمون.
وأما بناء الحجاج لبعضها:
فسببه: أنه لما قتل ابن الزبير، كتب الحجاج لعبد الملك يخبره بزيادة ابن الزبير على بناء قريش، فأرسل يأمره ببقاء ما زاده في الطول، ورد ما زاد فيه من الحجر إلى حاله الذي كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وسد بابه الذي فتحه.
ففعل الحجاج ذلك، فهدم جدار الحجر، وأخرج منه ما أدخله ابن الزبير، وبنى سقفها الذي يلي ذلك الجدار، ورفع بابها الشرقي، وسد بابها الغربي، ولم يغير منها سوى ذلك؛ ظناً منه -كعبد الملك- أن ردها على ما كانت عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو صورتها الموجودة إلى الآن- هو الصواب.
لكن بعد ذلك ندم عبد الملك على إذنه للحجاج في ذلك، ولعنه؛ لأن

الصفحة 84