كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

البرق، فمطرت، فما جاوز مطرها الكعبة والمطاف، فأطفأت النار، وأرسل الله عليهم صاعقةً فأحرقت منجنيقهم فتداركوه.
قال عكرمة: وأحسب أنها أحرقت تحته أربعة رجال، فقال الحجاج: لا يهولنكم هذا؛ فإنها أرض صواعق، فأرسل الله صاعقةً أخرى فأحرقت المنجنيق، وأحرقت معه أربعين رجلاً، وذلك في سنة ثلاث وسبعين، أيام عبد الملك.
وسيأتي أن الحجاج ما قصد التسلط على البيت، وإنا تحصن به ابن الزبير، ففعل ذلك لإخراجه.
(تتمة): صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يخرب البيت ذو السويقتين من الحبشة))؛ أي له ساقان دقيقان، فالتصغير لذلك، وأنه أفحج الساقين، وهو بفاءٍ فمهملةٍ فجيمٍ: من يتقارب صدرا قدميه، ويتباعد عقباه، وتنفرج ساقاه.
وورد أنه لا يستخرج كنزها إلا هو، وأنه أزرق العينين، أفطس الأنف، كبير البطن، وأنه وأصحابه ينقضونها حجراً حجراً، ويتناولونها حتى يرموا بها إلى البحر.

الصفحة 87