كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

(تنبيه): هذا الهدم يكون في زمن عيسى صلى الله وسلم على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، فيأتي إليه الصريخ فيبعث إليه، قاله الحليمي.
وقال غيره: بل يكون بعد موته، وبعد رفع القرآن، وصححه بعض المتأخرين.
ويؤيده حديث البخاري: ((ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج)).
فإن قلت: هل يمكن الجمع بين القولين بتقدير صحتهما؟
قلت: يمكن؛ إذ يحتمل أنه يهدم في زمن عيسى، فيبعث إليه فيهرب، ثم بعد موته ورفع القرآن يعود ويكمل هدمه؛ إشارةً إلى رفع معالم الدين من أصلها، وأنه لم يبق في الأرض منها بقيةٌ أصلاً، بل لم يبق في الأرض على ظهرها من يقول: الله، الله.
ولذا جاء في رواية أنه لا يعمر بعد ذلك أبداً.

الصفحة 88