كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

مكة ساعةً من نهار، ثم عادت حرمتها إلى يوم القيامة))؛ لما تقدم أن تخريبه مقدمةٌ لخراب الدنيا.
فكونه آمناً محرماً إنما هو قبل ذلك، على أن الحكم بالحرمة والأمن باقٍ إلى يوم القيامة، وكذا وجودهما بالفعل، لكن باعتبار أغلب أوقاته، وإلا فكم وقع فيه من قتال وإخافةٍ لأهله، جاهليةً وإسلاماً، في زمن ابن الزبير وبعده إلى زمننا.
ولو لم يكن من ذلك إلا وقعة القرامطة سنة [سبع] عشرة وثلاثمائة:
قدم سليمان أبو طاهر القرمطي في عسكرٍ يوم التروية، فنهبوا أموال الحاج، وقتلوهم في المسجد وفي البيت الحرام، وقلع الحجر الأسود، وأرسله إلى بلاد الحسا والقطيف، وقتل أمير مكة، وقلع باب الكعبة، وطرح القتلى في بئر زمزم، ودفن البقية في المسجد بلا غسل ولا صلاة.

الصفحة 90