كتاب المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة

وعلى أن آدم صلى الله عليه وسلم بنى الكعبة، يحتمل أنه أو بعض أولاده بنوا الأقصى بعدها بأربعين سنةً، وعلى أن الملائكة بنوها، يحتمل أنهم بنوها أولاً، ثم الأقصى بعد الأربعين.
وعلى هذه الأقاويل كلها، يكون قوله: {إن أول بيتٍ وضع للناس} على ظاهره، وهو ما عليه جمهور العلماء، وصححه النووي.
وقيل: كان قبله بيوتٌ كثيرة، لكنه أول بيت وضع بقيد البركة والهدى والرحمة، ونقل [ ... ذلك] عن علي كرم الله وجهه، وأعاد علينا من بركات علومه ومعارفه؛ إذ هو مدينتها، وكذلك من بقية علوم ومعارف الضجيعين، وثالثهما ذي النورين، وبقية العشرة المبشرين بالجنة، وسائر الصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، والعلماء العاملين، والأولياء الصالحين، من أهل السموات وأهل الأرضين، يا رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك -أفضل صلاةٍ وأفضل سلامٍ وأفضل بركة- على أفضل خلقك محمد، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، أبد الآبدين، ودهر الداهرين.
{سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلامٌ على المرسلين. والحمد لله رب العالمين}.
قال مؤلفه -سيدنا ومولانا، شيخ مشايخ الإسلام، ملك العلماء

الصفحة 93