كتاب المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (اسم الجزء: 4)

فَلْيُعَقِّبْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ» , فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ، قَالَ: فَغَنِمْتُ أَوَاقٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ.

[2459] (4350) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ, نا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا إِلَى خَالِدٍ لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ، وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا، وَقَدْ اغْتَسَلَ (¬1)، فَقُلْتُ لِخَالِدٍ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «يَا بُرَيْدَةُ تُبْغِضُ عَلِيًّا» , فَقُلْتُ: نَعَمْ، فقَالَ: «لَا تُبْغِضْهُ, فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ».

بَاب غَزْوَةُ ذِي الْخَلَصَةِ
[2460] (6333) خ نا عَلِيُّ بنُ عَبْدِاللهِ, نَا سُفْيَانُ, عَنْ إِسْمَاعِيل, مَدَارُهُ.
خ, و (4357) نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبِي خَالِدٍ, عَنْ قَيْسٍ, عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ» , فَقُلْتُ: بَلَى، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ.
قَالَ سُفْيَانُ: مِنْ قَوْمِي.
قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ يَدِهِ فِي صَدْرِي, وَقَالَ: «اللهمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» , قَالَ: فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسٍ بَعْدُ,
¬_________
(¬1) قوله اغتسل: أي علي بن أبِي طالب، أصطفى من الخمس سبية فواقعها ثم اغتسل، وقد اختصر البخاري الخبر، وَيُؤْخَذ مِنْ الْحَدِيث جَوَاز التَّسَرِّي عَلَى بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِلَافِ التَّزْوِيج عَلَيْهَا لِمَا وَقَعَ فِي حَدِيث الْمِسْوَر فِي كِتَابِ النِّكَاح، ودليل المسألة هذا الحديث، فمن زعم أن عليا لم يتسر على فاطمة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - فقد أخطأ، والله أعلم.

الصفحة 203