كتاب المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (اسم الجزء: 4)

وفِي بَابِ {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} (7526) , وفِي كِتَابِ الدعاء (6327) (¬1).

سُورَةُ الْكَهْفِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ} (¬2) ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ, وَقَالَ غَيْرُهُ: جَمَاعَةُ الثَّمَرِ, {بَاخِعٌ} مُهْلِكٌ, {أَسَفًا} نَدَمًا {وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} لَمْ يَنْقُصْ, وَقَالَ غَيْرُهُ: وَأَلَتْ تَئِلُ (¬3) , وَقَالَ مُجَاهِدٌ {مَوْئِلًا} مَحْرِزًا, {لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} لَا يَعْقِلُونَ, ويُقَالَ {فُرُطًا} نَدَمًا, {سُرَادِقُهَا} مِثْلُ السُّرَادِقِ الْحُجْرَةِ الَّتِي تُطِيفُ بِالفُسْطَاطِ, {يُحَاوِرُهُ} مِنْ الْمُحَاوَرَةِ, {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} أَيْ لَكِنْ أَنَا هُوَ الله رَبِّي ثُمَّ حَذَفَ الالِفَ وَأَدْغَمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الاخْرَى, {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ} مَصْدَرُ الْوَلِيِّ, {قِبَلًا} قَبِيلًا اسْتِئْنَافًا, {أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} زَمَانًا وَجَمْعُهُ أَحْقَابٌ, {سَرَبًا} مَذْهَبًا يَسْرُبُ يَسْلُكُ وَمِنْهُ {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} , {نُكْرًا} دَاهِيَةً, {يَنْقَضَّ} يَنْقَاضُ كَمَا يَنْقَاضُ
¬_________
(¬1) اختلف ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما فيم أنزلت هذه الآيَة، والبخاري يرى أن تفسير الصحابي للقرآن من قبيل المسند، وأن قوله أنزل ذلك في كذا من هذا القبيل.
وقد بين ذلك من مذهب الشيخين الإمام الحاكم في مستدركه وفي معرفة علوم الحديث، قَالَ في المعرفة (ح40): هذا الحديث وأشباهه مُسندة عن آخرها، وليست بموقوفة، فان الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل، فأخبر عن آيَة من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا، فإنه حديث مسند أهـ.
وقَالَ في المستدرك 2/ 258: ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند أهـ.
وقد بينت صحيح ذلك من سقيمه في شرح معرفة علوم الحديث، وعزرته بالأمثلة، فلينظره من أراد الاستزَادَة، والله الموفق.
(¬2) في الأصل: وكان ثمر.
(¬3) ضيطه في الأصل بالياء والتاء معا، وقد انتقد هذا الحرف على البخاري، والصواب معه كما قرره العلماء، انظر المشارق 2/ 471.

الصفحة 288