كتاب المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (اسم الجزء: 4)

«اخْتَصَمَتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبّهِمَا, فَقَالَتْ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ مَا لَهَا لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ, وَقَالَتْ النَّارُ».
قَالَ هَمَّامٌ: «أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ, قَالَ الله لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَةٌ أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي, وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابٌ أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي, وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا, فَأَمَّا النَّارُ».
قَالَ صَالِحٌ: «فَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (¬1) , ثَلَاثًا».
قَالَ هَمَّامٌ: «فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى» , قَالَ صَالِحٌ: «يَضَعَ»، زَادَ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ: «رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ فَتَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ» , وقَالَ همامٌ: «هُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ» , زَادَ (¬2): «بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ» , قَالَ هَمَّامٌ: «وَلَا يَظْلِمُ الله مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا, وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ الله يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا» , زَادَ أَنَسٌ: «وَلَا تَزَالُ تَفْضُلُ حَتَّى يُنْشِئَ الله لَهَا خَلْقًا فَيُسْكِنَهُمْ أفَضْلَ (¬3) الْجَنَّةِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (7449) , وفي النذور (6661) , [وباب] قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ
¬_________
(¬1) كرر في الأصل: فيلقون فيها .. ، مرتين.
(¬2) يعني قتادة عن أنس.
(¬3) هكذا ثبتت في الأصل، وفي الصحيح: فضل، أي زيادة.
ويبدو أن هذا الحرف عن الأصيلي هو من روايته عن الجرجاني لا المروزي، فقد قَالَ القاضي في المشارق2/ 270: (فضل الجنة) كذا لهم، وللجرجاني: فيسكنهم افضل الجنة، وهو خطأ وصوابه الأول أهـ.
قلت: كان الأصيلي ضبط الروايتين على نسخته، رِوَاية الجرجاني بهامش رِوَاية المروزي، فقد يكون تداخل هذا الحرف على المهلب، والله تعالى أعلم.

الصفحة 324