كتاب المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (اسم الجزء: 4)

بَاب
قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
[2298] (4889) خ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ, نا أَبُوأُسَامَةَ.
(3798) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ, عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَصَابَنِي الْجَهْدُ.
قَالَ ابنُ دَاودَ: فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَضُمُّ هذا أَوْ يُضِيفُ هَذَا».
زَادَ أَبُوأُسَامَة: «اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ الله».
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
زَادَ أَبُوأُسَامَة: لَا تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا.
وقَالَ ابنُ دَاودَ: فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ الصبيان، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً.
زَادَ أَبُوأُسَامَة: وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ.
فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «ضَحِكَ الله عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا» , فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

الصفحة 99