كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 4)

أبا رغال، فسار حتى أنزلهم بالمغمس فمات أبو رغال هناك، فهو الذي يرجم قبره اليوم، وفيه يقول الشاعر:
إذا مات الفرزدق فارجموه ... كما ترمون قبر أبي رغال
انتهى.
والمغمس -بضم الميم وفتح الغين المعجمة وتشديد الميم الثانية مفتوحة وقيل مكسورة بعدها مهملة- مكان في طريق الذاهب إلى الطائف من مكة خارج الحرم، وفيه يقول أبو الصلت الثقفي في الرائية من أبيات وقيل هي لامية:
برك الفيل بالمغمس حتى ... صار يحبو كأنه مغفور
وأما أبو رغال الأول فجاء ما يدل على أنه بالطائف، فعند الفاكهي من طريق عقيل عن الزهري، قال: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف وأغلقوا عليهم وارتقوا على الحصن وهم يقولون:
والله لا نسلم ما حيينا ... هذا وقبر أبي رغال فينا
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال لعلي: ((تدري ما هذا؟)) قال: لا، قال: ((هذا قبر أبي رغالٍ وهو من بقية ثمود)).
وتقدم في حديث عبد الله بن عمرو ما يرشد إلى ذلك، والله أعلم.
آخر المجلس العاشر بعد الأربعمئة من تخريج أحاديث الأذكار وهو التسعون بعد السبعمئة من الأمالي المصرية بالبيبرسية رواية كاتبه أبي الحسن إبراهيم بن عمر بن الرباط البقاعي الشافعي حالة الإملاء من لفظ ممليه كان الله له.

الصفحة 462