كتاب سنن أبي داود - ت الأرنؤوط (اسم الجزء: 4)

١٥ - باب في توكيد السّحور
٢٣٤٣ - حدَّثنا مُسَدَّدٌ، حدَّثنا عبدُ الله بنُ المبارك، عن موسى بنِ عُلَيّ بنِ رباح، عن أبيه، عن أبي قيسٍ مولى عمرو بنِ العاص
عن عمرو بن العاص، قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "إنَّ فَصْلَ ما بَيْنَ صِيامِنَا وصِيامِ أهْلِ الكتاب أكلَةُ السَّحَرِ" (¬١).

١٦ - باب من سمَّى السَّحور الغداءَ
٢٣٤٤ - حدَّثنا عمرُو بنُ محمد الناقد، حدَّثنا حمادُ بن خالدٍ الخياط، حدَّثنا معاويةُ بنُ صالحٍ، عن يونسَ بنِ سيفٍ، عن الحارث بنِ زيادٍ، عن أبي رُهْم
عن العِرْباضِ بنِ سَارِيَةُ، قال: دعاني رسُولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلم- إلى السَّحُورِ في رمضان، فقال: "هلُمَّ إلى الغَدَاء المُبَاركِ " (¬٢).
---------------
(¬١) إسناده صحيح. مسدَّدٌ: هو ابن مسرهد الأسَدي، وأبو قيس: هو عبد الرحمن ابن ثابت السهمي.
وأخرجه مسلم (١٠٩٦)، والترمذي (٧١٨)، والنسائي في "الكبرى" (٢٤٨٧) من طرق عن موسى بن عُلى، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (١٧٧٦٢)، و"صحيح ابن حبان" (٣٤٧٧).
قال الخطابي: معنى هذا الكلام الحث على التسحر، وفيه الإعلام بأن هذا الدين يسر لا عسر فيه، وكان أهل الكتاب إذا ناموا بعد الإفطار لم يحل لهم معاودة الأكل والشرب، وعلى مثل ذلك كان الأمر في أول الإسلام، ثم نسخ الله عز وجل ذلك، ورخص في الطعام والشراب إلى وقت الفجر بقوله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: ١٨٧].
(¬٢) حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الحارث بن زياد -وهو الشامي-. معاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحضرمي، وأبو رُهَم: هو أحزاب بن أَسِيد السَّمَعي، وهو مخضرم.

الصفحة 30