كتاب حاشية السيوطي على سنن النسائي (اسم الجزء: 4)

[2244] مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ فِي النِّهَايَةِ سَبِيلُ اللَّهِ عَامٌّ يَقَعُ عَلَى كل عمل خَالِصٍ لِلَّهِ سَلَكَ بِهِ طَرِيقَ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ وَأَنْوَاعِ التَّطَوُّعَاتِ وَإِذَا أُطْلِقَ فَهُوَ فِي الْغَالِبِ وَاقِعٌ عَلَى الْجِهَادِ حَتَّى صَارَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ كَأَنَّهُ مَقْصُورٌ عَلَيْهِ زَحْزَحَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ سَبْعِينَ خَرِيفًا قَالَ فِي النِّهَايَةِ أَيْ نَحَّاهُ وَبَاعَدَهُ عَنِ النَّارِ مَسَافَةً تُقْطَعُ فِي سَبْعِينَ سَنَةٍ لِأَنَّهُ كُلَّمَا مَرَّ خَرِيفٌ فَقَدِ انْقَضَتْ سَنَةُ وَقَالَ التُّورِبِشْتِيُّ كَانَتِ الْعَرَبُ تُؤَرِّخُ أَعْوَامَهَا بِالْخَرِيفِ لِأَنَّهُ كَانَ أَوَانَ جِدَادِهِمْ وَقِطَافِهِمْ وَإِدْرَاكِ غَلَّاتِهِمْ وَكَانَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَرَّخَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسَنَةِ الْهِجْرَةِ

الصفحة 172