كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

فشرط الله مع هذه الأمة في دينهم أن يأمن بعضهم بعضاً، ويسلم بعضهم من بعض، ولذلك سماهم مؤمنين ومسلمين، وعلم الله آدم الأسماء كلها، والأسماء سمات الشيء، فكل اسم دليل على صاحبه، ومشتق من معناه، فالأسماء التي علم آدم هي على الحقائق عند الله، ثم صارت الأسماء في أرضه مستعارة بعضها من بعض، جعلوها سمات فيما بينهم؛ كقوله: صالح، وإنما هو طالح.
وقوله: حسن وجميل، وإنما هو قبيح وذميم، وقوله: ميمون، وهو مشؤوم، فهذه أسماء يتداعون فيما بينهم، ويتعارفون بها، فالأسماء الأصلية هي التي جاءت من عند الله؛ مثل: يحيى، وأحمد، قال -تبارك اسمه-: {إنا نبشرك بغلامٍ اسمه يحيى}. أي عندي
ثم قال: {لم يجعل له من قبل سميًّا}؛ أي: لم نجعل قبله أحداً

الصفحة 16