كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)
أحمد، ونصرت بالرعب)).
فكذلك شأن هذه الأمة والأمم، كل أمة تسمت باسم من تلقاء نفسها، فقالت طائفة: نحن يهود، وقالت الأخرى: نحن نصارى، وقالت الأخرى: نحن الصابئون، وقالت هؤلاء: نحن مجوس، فولي الله تسمية هذه الأمة، فقال: {هو سماكم المسلمين من قبل}؛ أي: في اللوح المحفوظ، والكتب، {وفي هذا}؛ أي: في هذا الكتاب.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله سمى أمتي، فاشتق لها اسمين من اسمه؛ فهو السلام، والمؤمن، وسماهم مسلمين ومؤمنين)).
فاسم هذه الأمة على الحقيقة الأصلية التي علم آدم، فاقتضى منها وفاء هذا الاسم أن يأمن بعضهم بعضاً، ويسلم بعضهم من بعض، ولذلك قال: {إنما المؤمنون إخوةٌ فأصلحوا بين أخويكم}، وقال: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ}.