كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

كل ما أحل الله له من أهل أو مطعم أو مشرب، فلما كان ذات يوم وهو في مجلس القضاء، أقبل إليه رجلان يريدانه، فوقع في نفسه أنهما يريدان أن يختصما إليه، وكان أحدهما له صديقاً وخدناً، فتحرك قلبه عليه محبة أن يكون الحق له، فيقضي له به، فلما أن تكلما، دار الحق على صاحبه، فقضى عليه، فلما قام من مجلسه، ذهب إلى خطه كما كان يذهب كل يوم، فمد يده إلى الخط، فإذا الخط قد ذهب، وتشمر إلى السقف، وإذا هو لا يبلغه، فخر ساجداً وهو يقول: يا رب! شيئاً لم أتعمده، ولم أرده، فبينه لي، فقيل له: أتحسبن أن الله لم يطلع على جور قلبك؛ حيث أحببت أن يكون الحق لصديقك، فتقضي له به، قد أردته وأحببته، ولكن الله قد رد الحق إلى أهله، وأنت لذلك كاره.
834 - حدثنا صالح بن عبد الله، قال: حدثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، قال: تقدم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خصمان، فأقامهما، ثم عادا، فأقامهما، ثم عادا، ففصل بينهما، فقيل له في ذلك، فقال: تقدما إلي، فوجدت لأحدهما ما لم أجد لصاحبه، فكرهت أن أفصل بينهما

الصفحة 27