كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

والقط: الصحيفة في اللغة، وذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا عليهم: {وأما من أوتي كتابه بشماله}، وقال لهم: ((ستجدون هذا كله في صحائفكم تعطونها بشمائلكم))، فقالوا: {ربنا عجل لنا قطنا}؛ أي: صحيفتنا {قبل يوم الحساب}.
قال الله عز وجل: {فاصبر على ما يقولون}، {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أوابٌ}.
فقص قصة خطيئته إلى منتهاه، فكنت أقول: أمره بالصبر على ما قالوا، وأمره بذكر داود، فأي شيء يريد من هذا الذكر؟ وكيف اتصل هذا بذاك؟
فلا أقف على شيء يسكن قلبي عليه، حتى هداني الله له يوماً، فألهمته أن هؤلاء أنكروا قول: إنهم يعطون كتبهم بشمائلهم فيها ذنوبهم وخطاياهم، واستهزؤوا بأمره، وقالوا: {ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب}، فأوجعه من استهزائهم، وأمر بالصبر على مقالتهم، وأن يذكر عبده داود سأل تعجيل خطيئته أن يراها منقوشة في كفه، فنزل به ما نزل من أنه كان إذا

الصفحة 37