كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

في صحن الدار في درع وخمار أسود، فلما وقعت في نفسه، فزع إلى الله تعالى، ووضع يديه على وجهه، وقال: ((سبحان مقلب القلوب)). فانظر أي كلمة هذه؟.
علم أن قلبه في قبضته، وأنه قلبه لما يشاء، فنزهه تعوذاً بالتنزيه، وتغوثاً بالاسم الذي منه حدث على قلبه التقلب على أنه يقلبه بمشيئته لشيء يورثه الحياء منه، والعويل واضطراب الصوت في الملكوت وفي العلا، كما أورث غيره من قبله من إخوانه، فصيره مفزعاً وملجأً.
واستعمل التدبير الموضوع بين العباد أن غض بصره، واستحكم شأن الغض في أن قال بيديه على وجهه؛ ليكون في ذلك تمسكن، وتضرع، وافتقار، وهيبة العبيد؛ ليرحمه، فيصرف عنه الفتوة التي أحس بها، فيشكره على ذلك مولاه؛ حيث فزع إليه عندما نابه الأمر، ولم يفزع إلى نهمة النفس، أو إلى الحيل للوصول إلى ذلك.
فروي في الخبر: أنه [لما] أمسى زيد، فأوى إلى فراشه، قالت زينب: لم يستطعني زيد، وما امتنع منه غير ما منعه الله مني، فلا يقدر علي.
هذه رواية أبي عصمة نوح بن أبي مريم، رفع الحديث إلى زينب

الصفحة 39