كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)
الشفيقة من الأمهات ولدها بمر الأدوية البشعة؛ لما تأمل من شفائه من سقمه، فيسلط عليه الأسقام، حتى إذا تمت مدة التمحيص، خرج منها كالبردة في الصفاء واللون، والبياض في الوجه حلاوة وطلاوة، والصفاء في القلب، فيقدم الله إلى العباد أن يحفظوا جوارحهم عن أن يتدنسوا؛ ليصلحوا لدار القدس في جوار القدوس، فنزعوا الرعاية، وضيعوا الحفظ، فدلهم على أن يتطهروا بالتوبة فلم يفعلوا، تابوا من ذنب، وأصروا على اثنين، وتابوا من ثلاث، وأصروا على واحد، على جهد من نفوسهم الشهوانية، ثم دعاهم إلى هذه الفرائض؛ ليتطهروا بها؛ مثل: الصلاة، والزكاة، والحج، وصوم رمضان.
قال تعالى في تنزيله في شأن الصلاة: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}.
وقال في الزكاة: {خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها}.
وقال في الحج: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه}؛ أي: مغفور له.