كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

رأيت هذا، دق في عيني عبادة الثقلين مقدار تلك المدة في جنب ما أتاني، فصارت العلة عندي نعمة، وصارت النعمة منة، وصارت المنة أملاً، وصار الأمل عطفاً، فقلت في نفسي: بهذا كانوا يستمرون في البلاء على طيب النفوس مع الخلق، وبهذا الذي انكشف لي كانوا يفرحون بالبلاء.
1021 - حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا مالك بن سليمان الهروي، حدثنا هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: أنه وضع يده على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه حمى، فوجدها من فوق اللحاف، فقال: يا رسول الله! ما أشدها عليك؟ فقال: ((إنا كذلك يشتد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر))، فقلت: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاءً؟ قال: ((الأنبياء))، قلت: ثم من؟ قال: ((ثم الصالحون، إن كان الرجل ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها، وإن كان الرجل ليبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء)).

الصفحة 412