كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

والحسنة الحديثة، والذنب القديم كلاهما بين يدي من جعلهما كذلك ولي الجزاءات بالحسنات، والمدرك بالعقوبات واحد، والحسنة نور، والسيئة ظلمة، فإدراك النور للظلمة سريع، فالحسنة نور، ومبتدؤه من نور الإيمان، والإيمان هدي الله، فبنور الإيمان يحسن طلبه، وبقوة هدى الله يسرع إدراكه، فلما كان في الحسنة نور ربه، كان هادي الحسنة، حتى يلحق السيئة بسرعة، ومركب الحسنة نيته، والنية من نور التوحيد، فمن كان مركبه نور التوحيد، فلحاقه بمن يطلبه سريع في أسرع من الطرفة، وطلبه أحسن طلب؛ لأن معه هداه، ومن ولي الله هدايته، فهداه في لحظة أن أسرع، ومن ولي الله إبلاغه، فدركه أسرع من الطرفة، والقديم والحديث عند الله بمنزلة، فإنما يتفاوت هذا عند الآدمي وسائر المخلوقين.
ووجه آخر: أن السيئة قد تقدم في الصحيفة موضع تخطيطها منذ

الصفحة 424