كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

أعوام كثيرة، فالحسنة الحديثة لذلك الذنب هي التوبة، فهي طالبة لموضعها من الصحيفة أحسن طلب، وأسرع إدراك، حتى تصير مكتوبة تحت السيئة أنه تاب، ثم تضيء تلك الحسنة في مكانها حتى تجلو الظلمة التي على السيئة.
فروي لنا في الخبر: أنه إذا تناول العبد الصحيفة يوم القيامة، أعطي منها ما يلي السيئات، فيجد تحت كل سيئة مكتوبة: تاب، وتلك حسنة تضيء مكانها، فيستر على السيئة، فيقرؤها العبد، فربما أتى العبد على عظيمة يشتد عليه النظر إليها، فتدركه رحمة ربه في ذلك المكان، فتستر عليه تلك العظيمة، ويقال له: جاوزها؛ لأنه قد كان دعاه أيام الحياة بأحسن التجاوز، فإذا انتهى إلى آخرها، غفر له ما فيها، فيصير جميع ما فيها بياضاً؛ لأن التوبة قد علت السيئة بضوئها، ثم تقلب الصحيفة، فيقرأ الحسنات، والخلق ينظرون إلى صحيفته حسنات، فإذا قبلها، نظروا إلى الوجه الآخر، فرأوها قد علت بضوئها، فيقولون: طوبى لهذا العبد لم

الصفحة 425