كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

والعرم بلغة أهل اليمن: المسناة، وهو السد، وهي عربية يمانية، فالصبي يسد أبواب الحمق والبلاهة بزيادة ذلك النور الذي أذكى فؤاده، فتكايس في الأعمال في صغره، واهتدى للطائف الأمور ومحاسنها بالنور الزائد المتقد في دماغه.
وإنما قيل: فلان حار الرأس، ذكي الفؤاد؛ من هذا، فحرارة رأسه من ذلك النور؛ لأن مسكنه في الدماغ.
وأما عقل الإيمان: فمسكنه في القلب، ومعتمله في الصدر بين عيني الفؤاد.
ولذلك روي لنا في حديث داود -صلوات الله عليه-: أنه سأل ابنه سليمان عليه السلام: أين موضع العقل منك؟ قال: القلب.
فهذا عقل الإيمان.
ألا ترى أن هذه كلمة متواترة أن يقال: فلان رجل له دماغ، فإنما يراد به: أن نور الروح متقد فيه اتقاداً يذكي فؤاده، فالصبي إذا كان في مزيد من ذلك، سد بذلك الزائد أبواب الحمق، فقيل له: عارم؛ أي: ساد له،

الصفحة 429