كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)
من الدرر: أنه إنما عتب الله عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك، فكيف قلت لزيد: ((أمسك عليك زوجك، وأخذتك خشية الناس أن يقولوا: تزوج امرأة ابنه؟ والله أحق أن تخشاه! فترقب أمره وتدبيره فيك وفيها، فيكون ممن أطلق لك ذلك؛ {لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً}.
ثم قال: {ما كان على النبي من حرجٍ}؛ أي: من ضيق {فيما فرض الله له}، فالفرض: المعلوم؛ أي: فيما أعلمه من أن تكون زينب من أزواجك.
{سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدوراً} تلك سنته في داود، وهو ممن خلا من قبل؛ حيث سبب له، فرزقه القتل في سبيله، حتى جمع بينه وبين تلك المرأة على تلك الهيئة، وكان ذلك قدراً مقدوراً على داود أن يكون الجمع بينهما على تلك الجهة، ويغفر له، ويضمن عنه تبعته لخصمه، ويستوهب منه، ويعطف على العبيد؛ فإنه كان يقول من شدة الحب لله والغيرة له: اللهم لا تغفر للخطائين، فقدر له ما ذكرنا من شأن المرأة، حتى كان يقول: اللهم اغفر للخطائين لعلك تغفر لداود معهم، وكان يعمد إلى أغمض مجالس بني إسرائيل، فيقعد إليهم، فيقول: