كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

فمن ركب طبعه على هذه الزيادة، ثم أدرك مدرك الرجال، وجاءه نور الهداية من الله، كان كالذي ركب فيه في صغره عوناً له في جميع أموره، فصار بذلك له زيادة في عقله، واللوثة والحمق والبلاهة نقص في العقول الدنيوية، فإذا جاءه العقل الثاني، افتقد العون، ولم يكن له في النوائب هداية الطبع، إنما له هداية الإيمان، والعارم قد اجتمعت له هداية الإيمان، وهداية الطبع، فهداية الطبع من ذكاوة الحياة التي فيه الروح المضموم إليه، فكانت النفس قالباً للروح، والروح قالب الحياة، وتلك الحياة لها ذكاوة تتقد، فبه يعرف أحوال الدنيا خيرها وشرها، فإذا جاء نور التوحيد، أذكى الفؤاد والقلب وكل شيء منه، فأبصر، وكان له أعوان من كل عون.

الصفحة 430