كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

ولأنقصنك فيمن أبغضت)).
فقسم العقل بين خلقه على علمه بهم، ثم قسم بين الموحدين عقل الهداية على علمه بهم، فتفاوت القسم، فكلما استقر في عبد، كان دليله على مقاديره الذي كان منه يومئذ، فكلما أحب الله إقباله في أمر، دلهم على إقباله، وما كره الله [إدباره]، دله على الإدبار، وما أحب الله القول به، دله على القول به، وما كره من ذلك دله على الصمت، وكذلك في كل فعل فعله يومئذ يلهم العقل صاحبه في كل أمر ما أذن له فيه، وما خطر عليه ومحابه ومساخطه، فكلما كان حظه من العقل أوفر، فسلطان الدلالة فيه أعظم وأنفذ، فمن شأنه الدلالة على الرشد، والنهي عن الغي.
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ذكر له عن رجل شدة اجتهاد وعبادة، سأل عن عقله؛ لما قد علم أن العقل هو الذي يكشف لك عن مقادير العبودية، ومحبوب الله ومكروهه؛ لأن العبادة الظاهرة قد تكون من العادة والمساعدة،

الصفحة 445