كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

عمله شيئاً)).
فذلك مخافة الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الفقر والغنى، والصدق عند الرضا والسخط، ألا وإن المؤمن حاكم على نفسه، يرضى للناس ما يرضى لنفسه، والمؤمن حسن الخلق، وأحب الخلق إلى الله أحسنهم خلقاً، ينال بحسن الخلق درجة الصائم القائم، وهو راقد على فراشه؛ لأنه قد رفع لقلبه علم، فهو يشهد مشاهد القيامة، يعد نفسه ضيفاً في بيته، وروحه عارية في بدنه، ليس بالمؤمن حملانه على نفسه، الناس منه في عفاء، وهو من نفسه في عناء، رحيم في طاعة الله، بخيل على دينه، حيي، مطواع، وأول ما فات ابن آدم من دينه الحياء، خاشع القلب لله، متواضع قد برئ من الكبر، قائم على قدمه ينظر إلى الليل والنهار يعلم أنهما في هدم عمره، لا يركن إلى الدنيا ركون الجاهل، لا جرم أنه إذا خلف الدنيا، خلف الهموم والأحزان، ولا حزن على مؤمن، بل فرحه وسروره مقيم بعد الموت.
1038 - حدثنا الحسين بن أبي كبشة البصري، قال: حدثنا أبو عامرٍ العقدي، عن عباد بن راشدٍ، عن داود ابن أبي هندٍ، عن أبي نضرة، قال: سمعت أبا سعيدٍ الخدري رضي الله عنه يقول: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق عندكم من

الصفحة 448