كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

سيارٌ، عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت مالك بن دينارٍ يقول: قال الله لداود: قم عند ساق العرش فمجدني كما كنت تمجدني في دار الدنيا بذلك الصوت الحسن الرخيم، فيقول: كيف يا رب وقد سلبتنيه؟ فيقول: فإني سأرده عليك، فيدفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان، فذلك قوله: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مئابٍ}.
فهذا في الموقف.
ألا ترى أنه يقول: كيف وقد سلبتنيه؟ ولو كان في الجنة، لكان قد أعطي، فلما استوهبه ليباهي به في الموقف، وكان داود -صلوات الله عليه- له نور ساطع بين الأنبياء يوم عرض على آدم عليه السلام في ذريته، فتبين سبب ذلك النور من أين أوتي؟ وإلى أين انتهى؟ فأوتي بالدنيا نوراً، وإنما هو ثناء ومدح.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحدٌ أحب إليه المدح من الله)).
ولذلك خلق الخلق فقال: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعضٍ وآتينا داود زبوراً}.

الصفحة 47