كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

والنوائب، فيجدد له عند لقائه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جددوا إيمانكم))، قالوا: بماذا يا رسول الله؟ قال: ((بلا إله إلا الله)).
فالسابق إلى تجديده له من المئة تسعون رحمة، وفي التمسك بالأخوة والولاية إقامة حرمة لا إله إلا الله، وتعظيم ذلك النور الذي جعله في قلبه، وزينه فيه، وأول ما ظهرت البيعة يوم الميثاق.
ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: الركن يمين الله، يصافح بها عباده.
ولأنهم يوم الميثاق بايعوا الله، فصافحوا الحجر، فلما أنزل من الفردوس، ووضع في ركن البيت، دعوا إليه؛ ليجددوا بيعته، وهو الاستلام في أمر الحج والطواف.
وإنما قيل: استلام؛ لأنهم بايعوه يوم الميثاق على الإسلام، فلما جددوا بيعته يوم وافوا الركن، جددوا الإسلام، وهو تسليم النفس، وكلما تمسحوا به، فذاك منهم بيعة مجددة، وهو استلام منهم على قالب الافتعال.

الصفحة 488