كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

معناه عندنا: أي: صدق لا إله إلا الله ووفائها.
وذلك أن الله تعالى ذكر في تنزيله العمل، فقال: {عما كانوا يعملون}، ولم يقل: عما كانوا يقولون، وإن كان يجوز أن يكون القول أيضاً عمل اللسان، فإنما المعنى ما يعرفه أهل اللغة: أن القول قول، والعمل عمل، فإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عن لا إله إلا الله))؛ أي: عن الوفاء بها، والصدق بمقالتها.
كما قال الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال.
ولهذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال لا إله إلا الله مخلصاً، دخل الجنة))، قيل: يا رسول الله! وما إخلاصها؟ قال: ((أن تحجزه عن محارم الله)).
1087 - حدثنا بذلك عمر بن أبي عمر، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الهيثم بن جمازٍ، عن أبي داود الدارمي، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من

الصفحة 496