كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 4)

والمستقيم: المقتصد، فأهل اليقين: هم السابقون المقربون الأولياء، فظاهر القرآني حاج المقتصد في تقصيره، والظالم في تخليطه، وباطن القرآن يحاج السابقين المقربين في تقصيرهم وخطراتهم وزلاتهم.
قال له قائل: تذكر لنا آية من ذلك؟ وحظوظ هذه الأصناف من ذلك؟ قال: نعم؛ كقوله: {واتقوا الله إن الله عليمٌ بذات الصدور}.
فالظالم: يتقي تخليطه، حتى لا يدخل في عمله شيء نهى الله عنه.
والمقتصد: قد فرغ من التخليط، فهو يتقي أن يشوبه رياء، أو عجب، أو فساد، أو خطأ.
والصديق: وهو السابق المقرب، قد فرغ من هذا، فهو يتقي الأسباب والعلائق، والاعتماد على شيء دونه، ويتقي الخطرات، فهذا كله تقواه، ولكنه إنما يتقي كل صنف مما بقي عليه من التقوى، فإن لم يفعل، حاجه القرآن بما بقي عليه، وأما قوله: الرحم تنادي: صل من وصلني، واقطع من قطعني، فإن الرحم لها شأن عظيم، وفي خلقه ما يدل على شأنه.
847 - حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن معاوية بن أبي مزردٍ مولى بني هاشمٍ، قال: حدثني أبو الحباب سعيد بن يسارٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

الصفحة 51