كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 4)
حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ، قَالَ وَلما وَقع فِي خاطري الاقلاع عَنهُ رَأَيْت كلا من وَالِدي وجدي فِي الْمَنَام)
فاستشرتهما فِي ذَلِك فَأَما وَالِدي فَأَشَارَ بابقائه وَأما الْجد فَقَالَ لي لَا تسمع مِنْهُ وَاسْتمرّ على عزمك قَالَ فَاسْتَيْقَظت فامتثلت مَا أَمر بِهِ الْجد وببركته لم تطالبني نَفسِي بِشَيْء مِمَّا كَانَ يتَحَصَّل مِنْهُ وَكَذَا وَقع لَهُ فِي نظر البيمارستان فان الْأَشْرَف اينال قَرَّرَهُ فِيهِ لكَونه كَانَ من جِيرَانه والمختصين بِصُحْبَتِهِ قبل سلطنته عقب وَفَاة الناصري بن المخلطة وَذَاكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين فباشره بِرِفْق ولين مُدَّة تقرب من أَربع سِنِين ثمَّ أعرض عَنهُ وَالْتمس من السُّلْطَان إعفاؤه وراجعه فِي ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن أُجِيب وعد ذَلِك من وفور عقله وَكَانَ انسانا حسنا ذَا سكينَة ووقار وسمت حسن وَخط حسن مَعَ التَّوَاضُع والديانة والعفة والانجماع عَن النَّاس وَحسن السِّيرَة ومزيد الْعقل والتودد وتقدمه فِي الشُّهْرَة وَعدم التبسط فِي معيشته وَالدُّخُول فِيمَا لَا يعنيه وَالتَّصَدُّق سرا واستمراره على حفظ الْمِنْهَاج إِلَى آخر وَقت ومداومته فِي درس الحَدِيث على الْحِفْظ من شرح الْعُمْدَة لجده، وَقد حج فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة أخذت عَنهُ جملَة وَمَات بعد تمرضه أَكثر من نصف سنة فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثامن شَوَّال سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ وَقت الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد أسلافه وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وايانا.
289 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ، / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة.
290 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الْجلَال ابْن الْعَلَاء بن التَّاج بن الْجلَال بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري البهائي الشَّافِعِي / الْآتِي جده الْأَعْلَى السراج فَمن دونه وَأمه امة. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بقاعة مدرسة جد جده من حارة بهاء لادين وَنَشَأ بَين أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والتوضيح لِابْنِ هِشَام وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبَدْر النسابة والْعَلَاء القلقشندي والمناوي وَعم جده العلمي وَعَمه الْبَدْر أبي السعادات فِي آخَرين وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَفِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن خضر بمرافقتي والأبدي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعنهُ أَخذ الصّرْف وَغَيره وَفِي أصُول الْفِقْه عَن التقي الحصني وَكَذَا أَخذ فِي هَذِه الْعُلُوم وَفِي غَيرهَا عَن غير هَؤُلَاءِ وَسمع على شَيخنَا وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَكتب عَليّ ابْن حجاج، وَنسخ بِخَطِّهِ كتبا وتميز
الصفحة 102