كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 4)

المجاورين لبيت البُلْقِينِيّ من حارة بهاء الدّين.
41 - طوغان الدمرداشي أَخُو بلبان، رومي الأَصْل واسْمه حَمْزَة بن مُحَمَّد /. كَانَ وَالِده نَائِب قلعة الرّوم فتسببت عمته وَهِي زَوْجَة حزمان الأبو بكري الْمَاضِي فِي إِحْضَاره هُوَ وَأَخُوهُ فنزلهما الظَّاهِر جقمق فِي جملَة المماليك واحتالا على أَن صيرا أَنفسهمَا مملوكين لدمرداش تَاجر المماليك، ثمَّ كَانَ مِمَّن صَار للاشرف إينال بعد الْمَنْصُور، وخدم مِثْقَال الساقي وَهُوَ الَّذِي قربه للاشرف حَتَّى عمله خاصكيا فَلَمَّا مَاتَ إينال تودد لخشقدم اللالا وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ، وَفِي أثْنَاء أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي مسح اسْمه من الخاصكية لكَون علا عَلَيْهِ بِصَوْتِهِ فِي كائنة بل رام نَفْيه، ورد حِينَئِذٍ اسْمه فِي الدِّيوَان إِلَى الأَصْل وَهُوَ حَمْزَة وَاسم أَخِيه إِلَى عَليّ فَلَمَّا كَانَ فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد بروز المجردين جعله من السلحدارية كل هَذَا مَعَ كَونه خيرا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ بِحَيْثُ كثر تردده إِلَيّ وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وَهُوَ مِمَّن حج غير مرّة وجاور، وَكَانَ من جملَة الراكزين بهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا وتجرد غير مرّة وَقَرَأَ الْقُرْآن ظَاهرا وَنعم الرجل.
42 - طوغان دوادار طوخ الأبو بكري / الْمَاضِي قَرِيبا قتل مَعَه فِي سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين.
43 - طوغان السيفي دوادار / السُّلْطَان بِدِمَشْق. اخْتلف فِي سَيّده فَقيل نوروز الحافظي أَو اقبردي المنقار، كَانَ من أجناد الدولة الأشرفية ثمَّ عمله الظَّاهِر جقمق خاصكيا ثمَّ نَائِب دمياط ثمَّ أتابك غَزَّة ثمَّ أَمِير طبلخاناه بِدِمَشْق ثمَّ دواداره بهَا وسافر مِنْهَا أَمِير التّرْك ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي نِيَابَة الكرك، وَلم يلبث أَن قتل بهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَعَ سوء خلقه وبادرته وطيشه وَإِنَّمَا قدمه الظَّاهِر لكَونه لما نَدبه لقتل قرقماس الشَّعْبَانِي باسكندرية لم يستعف كَغَيْرِهِ. قلت وأظن أَنه وَالِد عَليّ دوادار قانصوه خَمْسمِائَة أميرآخور وَقد قَالَ لي أَنه كَانَ مؤيديا.
44 - طوغان السيفي تغري بردى / نَائِب الشَّام. رقاه السَّيِّد وَجعله خازنداره ثمَّ دواداره ثمَّ صيره النَّاصِر فرج حِين ولي سَيّده نِيَابَة دمشق الْمرة الثَّالِثَة أحد المقدمين بهَا مَعَ استمراره على دوادارية سَيّده، وَبعد سَيّده اسْتمرّ على التقدمة إِلَى أَن تقلبه الْأَشْرَف لحجوبية حلب ثمَّ عزل عَنْهَا بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَعَاد لدمشق على تقدمة بهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي حُدُود الْأَرْبَعين عَن نَحْو السّبْعين، وَكَانَ عَارِفًا بفنون الفروسية مغرما باقتناء الْخُيُول الجيدة غير ممتع بهَا إِلَّا أَنه كَانَ بَخِيلًا حَرِيصًا على الْجمع مَعَ حسن الشكالة وَالْعقل وجودة الرَّأْي وَالتَّدْبِير والخبرة بالوقائع والحروب. تَرْجمهُ ولد سَيّده.

الصفحة 12