كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 4)
ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي وَسمع ببعلبك على التَّاج بن بردس وَأَجَازَ لَهُ أَخُوهُ الْعَلَاء ولازم الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين فِي أَشْيَاء سَمَاعا وَقِرَاءَة وَخلف وَالِده فِي مشيخة زاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالسفح فَوق جَامع الْحَنَابِلَة فَانْتَفع بِهِ المريدون وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل غَيرهَا من الْأَمَاكِن، وَكَانَ شَيخا)
قدوة مسلكا تَامّ الْعقل وَالتَّدْبِير قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنهى عَن الْمُنكر رَاغِبًا فِي المساعدة على الْخَيْر وَالْقِيَام فِي الْحق مَقْبُول الرسائل نَافِذ الْأَوَامِر كَرِيمًا متواضعا حسن الْخط ذَا جلالة وَوَقع فِي النُّفُوس وشهرة عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَله الْكَنْز الْأَكْبَر فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فِي مجلدين وَفتح الاغلاق فِي الْحَث على مَكَارِم الْأَخْلَاق ومواقع الْأَنْوَار ومآثر الْمُخْتَار والانذار بوفاة الْمُصْطَفى الْمُخْتَار وتحفة الْعباد وأدلة الأوراد فِي مُجَلد ضخم والدر الْمُنْتَقى الْمَرْفُوع فِي أوراد الْيَوْم وَاللَّيْلَة والأسبوع ونزهة النُّفُوس والأفكار فِي خَواص الْحَيَوَان والنبات والأحجار فِي ثَلَاث مجلدات وتسلية الواجم فِي الطَّاعُون الهاجم فِي مُجَلد وَغير ذَلِك مِمَّا قرئَ عَلَيْهِ جَمِيعه أَو أَكْثَره، وَكَانَ استمداده فِي الحَدِيث من شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين بعد فَرَاغه من قِرَاءَة أوراد لَيْلَة الْجُمُعَة بِيَسِير فَجْأَة، وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري فِي مشْهد عَظِيم جدا وَدفن فِي قبر كَانَ أعده لنَفسِهِ دَاخل بَاب زاويته رَحمَه الله وإيانا.
196 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن صَالح الزين بن الشّرف الداديخي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي مَحَله، وداديخ بمهملتين وَآخِرهَا مُعْجمَة من أَعمال سرمين. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ ولازم الِاشْتِغَال مَعَ الْفَهم البطئ وسلوك طرق الْخَيْر والمواظبة على الْجَمَاعَة إِلَى أَن فضل وَكَانَ قد سمع عَليّ عمر بن أيدغمش عشرَة الْحداد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ.
197 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر زين الدّين بن الْعِمَاد الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الله وناصر الدّين مُحَمَّد / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِمُعْجَمَة ثمَّ رَاء وَآخره قَاف مصغر، ولد فِي خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالسفح من صالحية دمشق وَنَشَأ بهَا وَسمع على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأبي بكر بن ابراهيم بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأبي حَفْص عمر
الصفحة 63