كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 4)

استَخَفَ بِحَقِّ اللهِ، وَحُرْمَةُ الْقُرآن عِنْدَ اللهِ تَعَالى كحُرْمَةِ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، الْقُرآنُ شَافِعٌ مُشفَّعٌ، وَماحِلٌ (¬1) مُصَدَّقُ، فَمَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرآنُ (شُفِّعَ) (¬2)، وَمَنْ مَحَلَ بِهِ الْقُرآنُ صُدِّقَ وَمَنْ جَعَلَهُ أمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ، حَمَلَةُ الْقُرآنِ هُمُ المُحْفُوفونَ بِرَحْمَةِ اللهِ، المَلْبُسُونَ نُور الله، المتَكَلِّمُونَ كَلامَ اللهِ، مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللهَ، وَمَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالى اللهَ، يَقُولُ الله عَزَّ وجَلَّ: يَا حَمَلَةَ كِتَابِ اللهِ اسْتَجِيبُوا لله بِتْوقِيرِ كتَابِهِ يَزِدْكُمْ حُبًا وَيُحَبِّبِكُم إِلَى خَلْقه، يُدْفَع عَنْ مَسْتَمِع الْقُرَآنِ سُوءُ الدُّنْيَا، ويُدْفَعُ عَنْ تَالى القُرْآن بَلْوى الآخِرَةِ، ولَمُسْتَمِعُ آيَة مِنْ كِتَابِ الله خَيرٌ لَهُ مِنْ صَبير (¬3) ذَهبًا، ولِتَالِى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله خَيرُ لَهُ ممَا تَحْتَ أَدِيم السَّمَاءِ، وإنَّ فِي القُرْآنِ لَسُورَةً تُدعَى العَظِيمَةُ عِنْدَ اللهِ يدْعَى صَاحِبُهَا الشَّريفَ عِنْدَ اللهِ يَشْفَعُ صَاحِبُهَا يَوْم الْقِيَامَةِ فِي أَكثَر مِنْ رَبيعَةَ ومُضَر، وهِيَ سُورة يس".
أبو نصر السجزى في الإبانة عن عائشة، قال: هذا من أحسن الحديث وأعذبه، وليس في إسناده إلا مقبول ثقة، الحكيم عن محمد بن علي مرسلًا، ك في تاريخه عن محمد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب موصولًا.
27/ 11568 - "الْقُرْآنُ هُوَ الدَّوَاءُ" (¬4).
أبو نصر، والقضاعى عن علي.
¬__________
(¬1) الماحل: الساعى الذي يشهد عند السلطان على أهل الفساد، والخصم: المجادل المصدق، والمعنى: أنه يشفع ويشهد له بالخير، ويشهد على من خالفه ويقيم عليه الحجة. نهاية جـ 4 ص 303.
(¬2) كلمة (شفع) ساقطة من نسخة تونس وقوله.
(¬3) في النهاية في معنى كلمة (صبير) قال: اسم جبل باليمن، وقيل إنما هو: مثل جبل صير بإسقاط الباء موحدة وهو جبل لطئ، وهذه الكلمة جاءت في حديثين لعلى ومعاذ: أما حديث على فهو: صير وأما رواية معاذ: فصبير، كذا فرق بينهما بعضهم نهاية جـ 3 ص 9.
(¬4) الحديث في الصغير برقم 6187 ورمز السيوطي لضعفه، قال المناوى: قال العامرى شارح الشهاب للقضاعى: حسن صحيح، انتهى وفيه الحسن بن رشد أورده الذهبي في الضعفاء، وقال ثقة تكلم فيه عبد الغنى وسعاد أورده الذهبي في ذيل الضعفاء، وقال: قال أبو حاتم: شيعى وليس بالقوى.

الصفحة 95