كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

وقيل: سميت بذلك؛ لأن قارئها يُشرف على ما لم يكن عنده؛ كسور البناء، كلُّه بغير همز.
وقيل: سميت بذلك؛ لأنها قطعة من القرآن على حِدَة، من قول العرب للبقية: سُؤْرُ، وجاء في أسآر (¬1) الناس؛ أي: بقاياهم، فعلى هذا يكون الأصل: سؤرة -بالهمز-، ثم خُففت، فأُبدلت واوًا؛ لانضمام ما قبلها.
وقيل: سميت بذلك؛ لتمامها وكمالها، من قول العرب للناقة التامة: سورة.
وجمعُ سُورة: سُوَر -بفتح الواو-، وقال الشاعر: [البسيط]
سودُ المحاجِرِ لا يقرأْنَ بالسورِ
ويجوز أن يجمع على سُورَات، وسُوَرَات (¬2)، واللَّه أعلم.
وفي الحديث: دليل على جواز قول: سورة كذا؛ خلافًا للحَجَّاج ابنِ يوسفَ حيثُ قال: لا يقال إلا: السورة التي يذكر فيها البقرة، ونحو ذلك، والحديث يردُّ عليه.
وإنما خَصَّ سورةُ البقرةِ، وإن كان القرآن كلُّه منزَلًا (¬3) عليه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنَّ مُعظَمَ مناسكِ الحجِ فيها؛ فكأنه قال: هذا مقام الذي أنزلت عليه
¬__________
(¬1) في "ت": "أسباب".
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (2/ 690)، (مادة: سور).
(¬3) في "ت": "منزولًا".

الصفحة 124