كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

أن الشافعيَّ رحمه اللَّه تعالى قال: وحديثُ مالك: أن الصعبَ أهدى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حمارًا أثبتُ من حديثِ مَنْ حدث: أنه أهدى من لحم حمار (¬1).
الثاني: قد تقدم أن الأبواء موضعٌ بين مكة والمدينة، وودانُ كذلك، وهو غير منون؛ لكونه علما على مكان مخصوص مع زيادة الألف والنون.
وقوله: "لما رأى ما (¬2) في وجهه"، يعني: من الكراهة لردِّ (¬3) هديته. الثالث: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "إِنَّا لم نردَّهُ عليك إلا أنا حرم": (إنا) الأولى مكسورة لكونها مبتدأة (¬4)، و (أنَّا) الثانية مفتوحة، أي: لأجل أَنَّا حرم، ففُتحت؛ لكونها معمولة لما قبلها في التقدير، وقوله: "لم نرده عليك" (¬5) لا يكاد المحدِّثون يروونه بغير فتح (¬6) الدال، والأكثر فيه عند النحويين الضمُّ؛ أعني: كل فعل أُدغمت عينُه في لامه، واتصل به (¬7) ضميرُ المذكر في الجزم والوقف، نحو رُدَّه، ولم نَرُدَّه،
¬__________
(¬1) انظر: "المجموع في شرح المهذب" للنووي (7/ 296). وانظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (5/ 193).
(¬2) "ما" ليست في "ت".
(¬3) في "ت": "لرده".
(¬4) في "ت": "مبتدأ".
(¬5) "عليك" ليس في "ت".
(¬6) في "ت": "إلا بفتح".
(¬7) "به" ليس في "ت".

الصفحة 159