كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

فائدة: نقل الماورديُّ خلافًا للعلماء في أن مكة مع حرمها هل صارتْ حرمًا آمِنًا بسؤال إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، أم (¬1) كانت قبلَه كذلك؟
واحتج للأول (¬2): بحديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في جملة (¬3) حديث طويل: "اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، فَجَعَلَهَا حَرَمًا، وَإِنِّي حَرَّمْتُ المَدِينَةَ حَرَامًا ما بَيْنَ مَأْزِمَيْهَا؛ أَنْ لا يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ، وَلَا يُحْمَلَ فِيهَا سِلَاحٌ لِقِتَالٍ، وَلَا يُخْبَطَ فِيهَا شَجَرَةٌ (¬4) إِلَّا لِعَلَفٍ (¬5) "، رواه مسلم في آخر كتاب الحج (¬6)، وبغيره من الأحاديث الصحيحة مما في معناه.
واحتج للثاني: بحديث ابن عباس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال يومَ فتح مكة: "فَإِنَّ هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَهُوَ حَرَامٌ بحُرمَةِ (¬7) اللَّهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ" رواه البخاري، ومسلم (¬8).
¬__________
(¬1) في "ت": "أو".
(¬2) في "ت": "الأول".
(¬3) "جملة" ليس في "ت".
(¬4) "شجرة" ليس في "ت".
(¬5) في "ت": "العلف".
(¬6) رواه مسلم (1374)، كتاب: الحج، باب: الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها.
(¬7) في "خ": "حرمه".
(¬8) تقدم تخريجه.

الصفحة 164