كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

وبقوله -عليه الصلاة والسلام-: "إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ" متفق عليه (¬1).
ومن قال بهذا (¬2)، أجاب عن الحديث السابق، وما في معناه من الأحاديث: بأن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أظهرَ تحريمَها بعد أن كان خَفِيًا مهجورًا لا يُعلم، لا أنه ابتدأَهُ.
ومن قال بالمذهب الأول، أجابَ عن حديث ابن عباس، وما في معناه: بان المراد: أن اللَّه -تعالى- كتبَ في اللوح المحفوظِ أو غيرِه: أن مكةَ سيحَرِّمُها إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، أو (¬3) أظهرَ ذلك لملائكته.
ح: والأصحُّ من القولين: أنها ما زالت محرَّمَةً من حين خلقَ اللَّه السمواتِ والأرضَ، واللَّه أعلم (¬4).
فائدة أخرى: ذكر العلماء -رحمهم اللَّه تعالى-: أن الكعبة الكريمة بُنيت خمسَ مرات:
إحداها: بَنَتْها الملائكةُ قبلَ آدمَ، وحجَّها (¬5) آدمُ فمَنْ بعدَه من الأنبياء، صلوات اللَّه وسلامه عليهم.
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) في "ت": "هذا".
(¬3) في "ت": "و".
(¬4) انظر: "المجموع في شرح المهذب" للنووي (7/ 386).
(¬5) في "ت": "وحج إليها".

الصفحة 165