كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

* الشرح (¬1):
قدومُه -عليه الصلاة والسلام- كان في عُمرة القضاء، ولم يكن في الحجَّة.
ق: وأُخذ (¬2) من هذا: أنه نسُخ (¬3) منه عدمُ الرمل فيما بين الركنين؛ فإنه ثبت أنه -عليه الصلاة والسلام- رَمَلَ من (¬4) الحجَرَ إلى الحجَر، وذكر أنه كان في الحجِّ، فيكون متأخِّرًا، فيقدَّم على المتقدِّم.
وفيه: دليلٌ على استحباب الرَّمَل، والأكثرون على استحبابه مطلَقًا في طوافِ القدوم في زمن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وبعده، وإن كانت العلَّة التي ذكرها ابنُ عباس قد زالت، فيكون استحبابهُ في ذلك الوقت لتلك العلَّة، وفيما بعد ذلك تأسيًا واقتداء بما فُعِلَ في زمن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وفي ذلك من الحكمة تذكُّرُ الوقائع الماضية للسلف الكرام، وفي طَيِّ تذكُّرِها مصالحُ دينية؛ إذ تبين في أشياءَ كثيرة ما كانوا عليه من امتثالِ أمرِ اللَّه تعالى، والمبادرةِ إليه، وبذلِ الأنفس (¬5) في ذلك، وبهذه النكتة (¬6)
¬__________
= السلام" للصنعاني (2/ 205)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (5/ 111).
(¬1) قوله: "الشرح" ليس في "ز".
(¬2) في "ت": "وقد أخذ".
(¬3) في "ز": "فسخ".
(¬4) في "ت": "فيما بين".
(¬5) في "ت" و"ز": "النفس".
(¬6) في "ت": "الثلاثة".

الصفحة 19