كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

ففي الركن الأسود فضيلتان: كونُه على قواعد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، وكونُ الحجر الأسود فيه.
وأما اليماني، ففيه فضيلة واحدة: وهو كونُه على قواعد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-.
وأما الركنان الشاميان، فليس فيهما شيء من هاتين الفضيلتين، فلذلك خُصَّ الحجرُ الأسودُ بسُنَّتين (¬1): الاستلام، والتقبيل، وأما اليماني، فيستلمه، ولا يقبله؛ لأن فيه فضيلةً واحدة، ولذلك كان (¬2) الركنان الآخران لا يُستلمان، ولا يُقَبلان (¬3).
ح (¬4): وقد أجمعتِ الأمةُ على استحباب استلام الركنين اليمانيين، واتفق الجماهيرُ على أنه لا يمسح الركنين الآخرين، واستحبَّه بعضُ السلف، وممن (¬5) كان يقول باستلامهما: الحسن، والحسين ابنا عليٍّ -رضي اللَّه عنهم- (¬6)، وابن الزبير، وجابر بن عبد اللَّه، وأنس بن مالك، وعروة ابن الزبير، وأبو الشعثاء جابرُ بنُ زيد -رضي اللَّه عنهم-.
¬__________
(¬1) في "ت" و"ز": "بشيئين".
(¬2) في "ت": "وكذلك" بدل "ولذلك كان".
(¬3) انظر: "شرح مسلم" للنووي (9/ 14).
(¬4) في "ت": "ع".
(¬5) في "ت": "ومن"، وفي "ز": "ومما".
(¬6) في "ت" زيادة: "ابن أبي طالب".

الصفحة 32