كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

وجعلَها جزءًا من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (¬1).
قالوا: والسرُّ في كونها على هذا (¬2) المقدار: أنه (¬3) -صلى اللَّه عليه وسلم- أقام يُوحَى إليه (¬4) ثلاثة وعشرون عامًا، عشرةً (¬5) بالمدينة، وثلاثةَ عشرَ (¬6) بمكة، وكان قبلَ ذلك بستة أشهر يرى في المنام ما يُلقيه إليه المَلَكُ -عليهما الصلاة والسلام-، وذلك نصفَ (¬7) سنة، ونصفُ سنة من ثلاثة وعشرين سنة؛ جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا.
قلت: وقد قيل في ذلك وجهٌ آخر، تلخيص معناه (¬8): أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خُصَّ بضُروب من العلم دون الخليقة، فيكون المراد: أن المنامات نسبتُها مما حصل له، ومُيِّزَ به جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا، واللَّه أعلم.
* * *
¬__________
(¬1) رواه البخاري (6582)، كتاب: التعبير، باب: رؤيا الصالحين، ومسلم (2264)، في أول الكتاب: الرؤيا، من حديث أنس -رضي اللَّه عنه-.
وانظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (3/ 51).
(¬2) في "ز": "هذه".
(¬3) في "ز": "لأنه".
(¬4) في "ز": "أوحي إليه" بدل "أقام يوحى إليه".
(¬5) "عشرة" ليست في "ت".
(¬6) في "ت": "وعشرين" وهو خطأ.
(¬7) "نصف" ليس في "ت".
(¬8) في "ت": "تلخيصه".

الصفحة 45