كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

العمرة، وقد كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬1) أمرَهم بذلك ليحلُّوا بالتحلُّل من العمرة، ولم يَحِلَّ هو -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنه كان ساقَ الهَدْيَ (¬2).
وقولها: "من عُمرتك" دليلٌ واضح على أنه -عليه الصلاة والسلام- كان قارنًا في حجة الوداع هذه؛ أي: من عُمرتك المضمومةِ إلى الحج.
وفيه: أن القارن لا يتحلل (¬3) بالطواف والسعي، ولابدَّ له في تحلُّلِه من الوقوف بعرفاتٍ، والرميِ، والحلقِ، والطوافِ؛ كما في الحاجِّ (¬4) المُفْرِد.
ح: وقد تأوله مَنْ يقول بالإفراد تأويلاتٍ ضعيفةً (¬5)، منها: أنها أرادت بالعمرة الحَجَّ؛ لأنهما يشتركان في كونهما قصدًا (¬6).
قال غيره: بناءً على النظر إلى الوضع (¬7) اللغوي، وهو أن العموم (¬8) الزيادة، والزيادة موجودة في الحج، أي: موجودة المعنى فيه، وهو
¬__________
(¬1) في "ت" زيادة: "قد".
(¬2) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (3/ 56).
(¬3) في "ت": "لا يحلل".
(¬4) في "ت": "الحج".
(¬5) في "ت": "تأويلًا يضعفه".
(¬6) انظر: "شرح مسلم" للنووي (8/ 212).
(¬7) في "ت": "الموضع".
(¬8) في "ت": "العمرة".

الصفحة 56