كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)
* الشرح:
المرادُ بالأيّم هنا: الثَّيِّبُ خاصَّة، وإن كان ذلك يُطلق على البِكْر (¬1)، هذا هو الصحيحُ المختار، وجمعُ الأيّم: أيامى (¬2)، وأصلُه (¬3) أَيائِمُ فقلبت، وهم الذين لا أزواجَ لهم من الرجال والنساء، يُقال: آمَتِ المرأةُ من زوجها تَئِيمُ أَيْمًا وأَيْمَةً وأُيومًا، وفي الحديث: "كانَ يتعوَّذُ من الأَيْمَةِ والعَيْمَةِ والغَيْمَةِ (¬4) "، فالأيمة: طولُ العزْبة، والعَيْمَة: شدةُ الشوقِ إلى اللبن، والغَيْمَة: شدةُ العطش، قال الشاعر:
لَقَدْ إِمْتُ حَتَّى لَامَنِي كُلُّ صَاحَبٍ ... رَجَاءَ (¬5) سُلَيْمَى أَنْ تَئِيمَ كَمَا إِمْتُ (¬6)
¬__________
= (24/ 417)، و"فتح الباري" لابن حجر (9/ 192)، و"عمدة القاري" للعيني (20/ 128)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (8/ 54)، و"كشف اللثام" للسفايني (5/ 320)، و"سبل السلام" للصنعاني (3/ 118)، "نيل الأوطار" للشوكاني (6/ 252).
(¬1) في "ز" زيادة: "أيضًا لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ولا تنكح البكر حتى تستأذن" فقابل الأيم بالبكر".
(¬2) في "ت": "أيايم".
(¬3) في "ت": "فهو أصل".
(¬4) كذا ذكره ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" (3/ 403). ولم أقف عليه مسندًا، واللَّه أعلم.
(¬5) "رجاء" ليس في "ز".
(¬6) انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 1868)، (مادة: أيم)، و"المعلم" للمازري (2/ 146)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (4/ 564).
الصفحة 614