كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)
وكره الشافعيُّ، وأبو حنيفة ذلك في الثيابِ، واللِّحْيَةِ.
وَ"مَهْيَمْ": كلمةٌ يُستفهم (¬1) بها، ومعناها (¬2): ماجاء بك؟ وما شأنك؟
وقيل: إنها لغة يمانية.
وقال بعضهم: يشبه أن تكون مُرَكبة (¬3).
قلت: وهو بعيد، إذ لا يكاد يوجد اسمٌ مركبٌ على أربعة أحرف.
فيه: دليلٌ على استحباب سؤالِ الكبير عن حالِ أصحابه، إذا رأى تغيرَ حالٍ كانوا عليها، عن سبب ذلك.
وقوله: -عليه الصلاة والسلام-: "ما أَصْدَقْتَها؟ " دليلٌ على أن الصداقَ مقرَّرٌ في أصل الشرع؛ إذ لم يقل -عليه الصلاة والسلام-: هل أصدقتها؟ وإنما سأل بـ (ما) (¬4) عن جنس الصداق (¬5)، والسؤال بـ (ما) بعدَ السؤال بـ (هل) (¬6)؛ كما أن السؤال بـ (أم) بعد السؤال بـ (أو) على ما تقرر عند علماء العربية من لغة العرب في ذلك.
¬__________
(¬1) في "ت": "يتفهم".
(¬2) في "ت": "ومعناه".
(¬3) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (4/ 50).
(¬4) "بـ "ما" ليس في "ت".
(¬5) في "ت": "الصدقات".
(¬6) "بـ "هل" ليس في "ز".