كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "فباركَ اللَّهُ لكَ" هو فاعَلَ؛ من البركةِ وزيادةِ الخير.
قال الجوهري: يقال: بارك اللَّه لكَ، وفيكَ، وعليكَ، وبارَكَكَ (¬1).
فيه: استحبابُ الدعاء للمتزوج، وأن يقال له: باركَ اللَّه لك، ونحوه.
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "أَوْلِمْ ولو بشاةٍ"؛ أي: اصنعِ الوليمةَ، والوليمةُ طعامُ النكاح، على ما ذكره صاحب "العين".
وقال الخطابي: هو طعام الإملاك.
وقال غيره: الوليمةُ طعامُ العرسِ، والإملاكِ خاصةً (¬2).
وقيل: كلُّ دعوة على إملاك، أو نفاسٍ، أو خِتانٍ، أو حادثِ سرور، دُعي إليها الناسُ، فاسمُ الوليمة يقع عليها.
قيل (¬3): وهي مشتقةٌ من الوَلْمِ، وهو الجَمْعُ؛ لأن الزوجين يجتمعان؛ قاله الأزهري، وغيره.
وقال ابن الأعرابي: أصلها (¬4): تمامُ الشيء واجتماعُه، والفعلُ
¬__________
(¬1) انظر: "الصحاح" للجوهري (4/ 1575)، (مادة: برك).
(¬2) انظر: "معالم السنن" للخطابي (3/ 210)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (4/ 587).
(¬3) "قيل" ليس في "ز".
(¬4) في "ت": "وأصلها".

الصفحة 672