كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)
قيل: إنها التي وهبتْ نفسَها للنبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل غيرها، وقد تقدم ذلك قريبًا في حديث الواهبةِ نفسَها.
ح: ومعنى الحديث: أن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- كانوا يزورون أُمَّ شريك، ويُكثرون الترداد إليها؛ لصلاحِها، فرأى النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن على فاطمةَ من الاعتداد عندَها حرجًا؛ من حيث إنه يلزمها التحفظُ من نظرهم إليها، ونظرِها إليهم، وانكشافِ (¬1) شيء منها، وفي (¬2) التحفظ من هذا مع كثرةِ دخولهم وتردُّدِهم مشقةٌ ظاهرة، فأمرَها -عليه الصلاة والسلام- بالاعتداد عند ابنِ أم مكتوم؛ لأنه لا ينظرُها، ولا يتردد إلى (¬3) بيته مَنْ يتردد إلى بيت أم شريك (¬4).
قلت: واختُلف (¬5) في اسم ابنِ أم مكتوم، فقيل: عمرو، وقيل: عبد اللَّه، وقيل: غيره.
قال بعضهم: فيه (¬6): جواز نظر المرأة إلى الرجل، وكونه معها إذا لم تنفرد به، وأن ما ينكشف (¬7) من الرجال للنساء (¬8) في تصرُّفهم
¬__________
(¬1) في "ت": "واكتشاف".
(¬2) "في" ليست في "ت".
(¬3) في "خ": "إليه في".
(¬4) انظر: "شرح مسلم" للنووي (10/ 96).
(¬5) في "ت": "واختلفوا".
(¬6) "فيه" ليس في "ت".
(¬7) في "ت": "يتكشف".
(¬8) في "ز": "والنساء".