كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

ق: وكراهتُها له إما لكونه مولًى، أو لسواده -رضي اللَّه عنه- (¬1).
واغْتبَطَتْ (¬2): هو بفتح التاء والباء؛ ليبين (¬3) أنه ليس مبنيًا للمفعول؛ فإن الغبطة -على ما قاله أهل اللغة (¬4) -: أن يتمنى مثلَ حال المغبوط من غير أن يريدَ زوالَها عنه، وليسَ بحسد، تقول منه: غَبَطْتُه بما نال، أَغْبِطُه غَبْطا، وغِبْطَةً، فاغتبطَ هو؛ كقولك (¬5): منعتُه فامتنعَ، وحبستُه فاحتبسَ، قال الشاعر: [البسيط]
وَبَيْنَمَا المَرْءُ في الأَحْيَاءِ مُغْتبِطٌ ... إذْا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعَاصِيرُ
أي: هو مغتبط.
قال الجوهري: أنشدنيه أبو سعيد: بكسر الباء؛ أي (¬6): مغبوط، قال: والاسم الغِبْطَة، وهو حُسن الحال، ومنه قولهم: اللهمَّ غَبْطًا لا هَبْطًا؛ أي: نسألك الغبطةَ، ونعوذُ بك من أن نهبطَ عن حالنا (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (4/ 58).
(¬2) في "ت" زيادة: "به"، قال ابن الملقن في "الإعلام" (8/ 359): وقع في بعض روايات مسلم زيادة: "به"، ولم يقع في أكثرها.
(¬3) في "ت": "ليتبين".
(¬4) "على ما قاله أهل اللغة" ليس في "ت".
(¬5) في "خ" و"ت": "كقوله".
(¬6) في "ت": "و" مكان "أي".
(¬7) انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1146)، (مادة: غبط).

الصفحة 704